عندما يختم لك تأشيرة الدخول على صفحة الغربة في جواز ضياعك..
تشعر لوهلة إنك بدأت الخطوة الأولى في عالم الحرية,, ترتسم ابتسامة المنتصر على الإخفاقات المتكررة في قسوة الوطن عليك ,, تستلم حقيبة تقول لك :املأها
بأفراحك هنا ضع فيها كل ما يفرحك ,, لا تنسى أحزانك ,,شقاءك وإخفاقاتك ,, هوامش حياتك ضع فيها ما استطعت ,, ستحتاج لها في غربتك ,,تأخذ كلمات وداع
الأحبة ,, فرحتهم بك ,, حزنهم عليك.. تجمع دموع والدتك في لحظة الفراق , ابتسامة والدك المكابرة بالفرحة المخبأة بالحسرة,, قبلات إخوتك على وجهك وتتمنى أن
لا تمسحها دهرآ
وتغادر
مع وصولك تفتح حقيبتك لتكتشف ماذا فعلت بنفسك , أي جنون هذا ما أتيت به إنها تشارك الغربة في تعذيبك ,, تقفل عليها مسرعا ,, وترميها جانبا ,,لكنها تتسلل
هاربة لتهاجمك في أي لحظة ,, تعانقك وتداعبك,, وتقتلك في النهاية كل أمور حياتك الصغيرة كبرت في هذه الحقيبة لتحن إليها ,,تحارب ما أتيت به من جنون ,,
بحقيبة الأمل التي بدأت تملأها مع مجيئك وتتغذى بها لحين رحيلك ,, معرفة جديدة وشعب مغاير ومستقبل قد يكون آخر ,, تركت اللعب مع عالم الذكريات وأقنعت
نفسك بالمسلما
وفي الغد ربما ما قد يكون أفضل ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق