حسن الظن
بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله
أحمد الله و أستعينه و أستغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
أما بعد :-
" العاقل يحسنُ الظن بإخوانه ، و ينفرد بغمومه و أحزانه ؛
كما أن الجاهل يُسيءُ الظن بإخوانه ، و لا يفكر في جناياته و أشجانه "
هذه المقولة الرائعة لخصت فكرة موضوعنا اليوم و الذى يدور حول حسن الظن و البعد عن سوء الظن .
لأن سوء الظن فى حياتنا ككل لا يأخذنا إلا لطريق لا يعلم نهايته إلا الله .
و كما تفتتت علاقات كانت أمتن من الصخر بسبب سوء الظن .
و كم قامت معارك و مشاحنات لمجرد سوء الظن
دون حتى التأكد و التيقن من صحة الحدث من عدمه .
و لقد أكد الله جل وعلا سبحانه على الجهل و التسرع فى معالجة الأمور دون علم و يقين
فى قوله سبحانه و تعالى :
{ وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتبِعُونَ إِلا الظن وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئا }
(النجم:28)
و نحن جميعاً و أنا أولكم لم نسلم من هذه الآفة فكم حدثتنا أنفسنا أن فلاناً موجود بالمنزل
و لكنه ينكر ينفسه أو أنه يسمع الهاتف و يتجاهله أو أن فلانة تضحك سخرية منى .
و كم تعانى بعض البيوت إلا من رحم ربى من هذه الأفة التى قد تدمر الأسر تدميراً
لدرجة قد تصل إلى مراقبة أحد الزوجين أو كلاهما للآخر لمجرد وهم برعاية الشيطان الرجيم .
و من أبشع صور سوء الظن هو سوء الظن مع رب العزة سبحانه
و لكن هذا الأمر سلاح ذو حدين .
فإن أحسنت الظن بالله عز و جل كنت ممن قال فيهم سبحانه
فى الحديث القدسى : قال الله جل و علا :
" أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله ، وإن ظن شرا فله "
الراوي : واثلة رضى الله عنه
المحدث : المنذري
المصدر : الترغيب و الترهيب
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
و هذا هو السلاح الأول النافع المفيد و لكن السلاح الآخر خطير جداً
فليس معنى حسن الظن بالله ترك العمل و عمل الذنوب ثم نقول أننا نحسن الظن !!!
فأى حسن ظن هذا و أى تبجح .
إن سوء الظن مرض و علاجه حسن الظن بكل ما تراه و تسمعه أو حتى تشعر به
فليس هناك أفضل من حسن الظن لراحة القلب و هدوء البال .
فلا تحرق نفسك بوهم من عمل الشيطان و لا تؤذى غيرك بخيالك المريض
و إن أنت أحسنت إلى نفسك بحسن الظن فى الله عز و جل ثم فى العباد نلت كل الخير .
و ظني فيك يا ربي جميل
فحقق يا إلهي حسن ظني
تنسيق وتجميع/مختار العواضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق